مجنون بس حنون عضو ملكي
عدد المساهمات : 969 السٌّمعَة : 3 تاريخ التسجيل : 03/04/2010 العمر : 37
| موضوع: حكمة زوجة الأربعاء أبريل 21, 2010 1:31 am | |
| حكمة زوجة
هذة قصة جميلة جداً بها من الحكمة الشيئ الكثير
حكي أن أحد الملوك صعد يوما إلى أعلى قصره، فرأى امرأة على سطح دار إلى جانب قصره لم ير الراؤون أحسن منها ، فالتفت إلى بعض جواريه فقال لهن :"لمن هذه الجارية ؟ " فاخبرنه :"بأن هذه زوجة غلامه فيروز " ، فنزل بقلب الملك حبها ، فاستدعى بفيروز ، وقال له :" يا فيروز " قال :" لبيك يا مولاي " ، قال " خذ هذا الكتاب ، وامض به إلى البلد الفلانية ، وائتني بالجواب فأخذ فيروز الكتاب وتوجه إلى منزله ، فوضع الكتاب تحت فراشة ليلاً وجهز أمره ، وبات ليلته ، فلما أصبح ، ودع أهله ، وسار لإنفاذ حاجة الملك ، ولم يعلم ماكان يدور في خلد الملك .وأما الملك فتوجه لدار فيروز ، فقرع الباب قرعا خفيفا ، فقالت امرأة فيروز :" من بالباب " قال :" أنا الملك، سيد زوجك " ، ففتحت له الباب فدخل وجلس ، فقالت له :"أرى مولانا اليوم عندنا !" ، فقال :"زائرا" ، فقالت :" ، ما أظن في ذلك خيرا!" ، فقال الملك :" أنا سيد زوجك، وما أظنك عرفتني !" فقالت :" بل عرفتك يا مولاي ، ولقد علمت أنك الملك ،
ولكن قال الأوائل :
سأترك مائكم من غير ود وذاك لكثرة الوراد فيه
وقالوا إذاسقط الذباب على طعام رفعت يدي ونفسي تشتهيه
وقالوا
وتجتنب الأسود ورود ماء إذا كان الكلاب ولغن فيه وقالوا ويرجع الكريم خميص بطن ولا يرضى مساهمة السفيه
وما أحسن يامولاي قول الشاعر :
قل للذي شفه الغرام بنا وصاحب الغدر غير مصحوب والله لاقال قائل أبدا : قد أكل الليث فضلة الذيب!
ثم قالت : " يأيها الملك ، تأتي إلى موضع شرب كلبك تشرب منه ؟" تقصد بالكلب زوجها فيروز وما شبهته بذلك الا لحكمتها لرد الملك ، فاستحى الملك من كلامها وخرج وتركها ، فسقط احد خواتمه في الدار. هذا ما كان من أمر الملك ، وأما ما كان من أمر فيروز فإنه لما خرج وسار تفقد الكتاب فلم يجده معه ، فتذكر أنه نسيه تحت فراشه ، فرجع إلى داره ، فوجد خاتم الملك بفناء الدار ، فطاش عقله ، وعلم أن الملك لم يرسله إلا لأمر يفعله ، فسكت ولم يبد كلاما ، وأخذ الكتاب وسار إلى حاجة الملك فقضاها ، ثم عاد إليه ، فأنعم عليه بمائة دينار ، فمضى إلى السوق واشترى ما يليق بالنساء ، وهيأ هدية حسنة ، وأتى بها إلى زوجته ، فسلم عليها ، وقال لها :" إن الملك أنعم علينا ، وأريد أن تظهري لأهلك ذلك " ، قالت : "حبا وكرامة" .ثم قامت من ساعتها ، وتوجهت إلى بيت أهلها ، ففرحوا بها وبما جاءت به معها ، فأقامت عند أهلها مدة شهر ، فلم يذكرها زوجها ، ولا ألم بها ، فأتى إليه شقيقها ، وقال له : "يا فيروز ، إما أن تخبرنا بسبب غضبك ، وإما أن تحاكمنا إلى الملك " ، فقال:" إن شئتم الحكم فافعلوا ، فما تركت لها علي حقا " ، فطلبوه إلى الحكم فأتى معهم ، وكان القاضي عند الملك جالسا إلى جانبه فقال شقيق الزوجة :" يا مولاي نريدك ان تحكم فقال الملك القاضي ها هنا ليحكم بينكم فقال له احكم بيننا يا مولاي بنفسك ،فقال الملك أعطني ما عندك فقال إني أجرت هذا الغلام يقصد فيروز بستانا ، سالم الحيطان ، ببئر ماء معين ، عامرة ،وأشجار مثمرة ، فأكل ثمره ، وهدم حيطانه ، وأخرب بئره" ، فالتفت الملك إلى فيروز ،وقال له :"ما تقول يا غلام ؟ ، فقال فيروز :"أيها الملك ، قد تسلمت هذا البستان ،وسلمته إليه أحسن مما كان" ، فقال الملك:" هل سلم إليك البستان كما كان ؟" ، قال : " نعم ، ولكن أريد منه السبب لرده" ، قال الملك"ما قولك؟" ، قال :"والله يامولاي ، ما رددت البستان كراهة فيه ، وإنما جئت يوما من الأيام ، فوجدت فيه أثرالأسد يقصد بذلك الملك ، فخفت أن يفترسني ، فحرمت دخول البستان إكراماً للأسد " .وكان الملك متكئا ، فاعتدل جالسا ، وقال :" يا فيروز ، ارجع إلى بستانك آمنا ، مطمئنا ، فوالله، إن الأسد دخل البستان ، ولم يؤثر فيه أثرا ، ولا التمس منه ورقا ، ولا ثمرا ، ولاشيئا ، ولم يلبث فيه غير لحظة يسيرة وخرج ، والله ما رأيت مثل بستانك ،ولا أشد احترازا من حيطانه ولا اثبت من شجرة " فرجع فيروز إلى داره ، ورد زوجته ، ولم يعلم القاضي ولا غيره بشيء من ذلك. | |
|