مجنون بس حنون عضو ملكي
عدد المساهمات : 969 السٌّمعَة : 3 تاريخ التسجيل : 03/04/2010 العمر : 37
| موضوع: وسقطت اخر اوراقنا السبت أبريل 03, 2010 10:54 pm | |
| انت وأنا ...ضمائر بيننا لاتقال ... أنت وأنا .... لم نتعود أن تكون في حديثنا
بداية ...
نعم ..هل تذكرين بداية أن تعارفنا ... هل تذكرين؟؟؟ كنا في الثامنة من عمرنا
تعارفنا في الغربة كلينا ... وكانت البداية حربية كما كنت تحبين تسميتها
بداية ...
كنا حين نذكرها ننطرح من الضحك ...حين تعقلنا
حب نشأ من نعومة الاظفار ... بدأنا بالطفولة ... ثم المراهقة ... ثم النضج والبلوغ
كل يوم يمر ... يحمل معه حب أكثر وصفاء أكبر .... حتى حين فرقتنا الأماكن كنا متلازمتين
حين أشعر بالألم أو الفرح ... فورا أجد هاتفي ينبئني سعيدا باتصالك ... كم كنا نتبادل الاحساس
خيوط المشاعر بيننا لم تكن تعترف بالحدود والمسافات .... فنحن روح وجسد... قلم ومداد
حين أكون نارا فماءك يطفأني .... حين أكون بركانا تكونين أنهارا باردة تخمد ثورتي ... حين
أكون الجزع تكونين الصبر ... كم كنا متكاملتين
يوم غريب ...
حين دق الهاتف ودون أن أنظر للرقم يخبرني القلب بالطالب .... حين قلتها لي سأكون عندك بعد
ساعات ... أريد أن أكون أنا وأنت فقط ... انتاب قلبي الفزع وزاد نبضه وشعرت باحساس غريب
قلت :صوتك يقلقني
قالت :لاعليك أنا بخير
قلت : فليست تلك الكلمات لمثلي ....ألاتعلمين أني استشعرك في صمتك فكيف بحديثك
قالت : تحضري لقدومي ...
أعددت لها كل ماتشتهيه ... وتزينت لقدوم غالية على قلبي ومقربة لنفسي .. صديقتي بل انها أختي
تمر الثواني ساعات وأنا أنتظر قدومها
وبعد انتظار طال .... دق الباب ... فتحت لها
لم أشعر أنها أتت منفرده ... ولم أرى سواها على بابي ... ألقت على السلام فاحتضنتها بلهفة
وشوق لها ....
جلسنا نتسامر ولكني لمحت في عينيها أرقا وأحسست باحساس غريب ...قلت لها اصدقيني القول
أأنت بخير ؟؟ فقالت لي : أنا في خير كبير ... قلت لا أرى ذلك على محياكي ... قالت والوجه تعلوه
ابتسامة غامضة ...أخشى أنها آخر أوراقي ... قاربت على السقوط ...أو أنها أخر صفحة في
كتابي فجئت نقرأها سويا ... فتبسمت وقلت : كفي عن المزاح
نظرت إلى عيني ودمعت عيناها وقالت : ضميني إليك ... فوضعت رأسها على صدري وقالت :
اقرئي لي سورة يس ... فقلت ألاتحبين سورة يوسف ...قالت :بلى واقرئي لي الأن يس
فاخذت أقرأها ... وكلما قرأت بكت عيناها ... وشعرت بأنفاسها تخرج في بطء وزفيرها حار ...
فانتابني البكاء وأدركت أنها ليست بخير ... فقلت لها أمهليني أستدعي الطبيب ..أستدعي أباك
نظرت إلى وقالت : يارفيقة الدرب ... لقد بدات أجمل أيامي حين كنا معا وأحببت حين شعرت
بالنهاية أن تكون معك ...
فاخذت أبكي وأنتحب ... فلم يتبقى على زفافها سوى اسبوعان فقط ... فوضعت يدها على فمي وقالت : أخفضي
صوتك فلاأريد لخلوتنا أن يقطعها أحد
فالتزمت الصمت ... ونظرت لعينيها فإذا بهما لاتستقران في اتجاه معين ... وكأن عليهما غشاوة
رقيقة تحجب لونهما
وقالت لي بصوت منخفض يتألم .... هل أحببتني ؟؟؟
فأجبتها ... دموعي تخبرك ياأغلى الناس ... القلب يخبرك ياأغلى من سكنه ... أفلا أحب نفسي أفلا
أعشق ذكرياتي الجميلة .... فابتسمَت وبكيت وأنا أنظر لكل معالمها أحفظها جيدا
فقالت : هل ستنسين يوما ؟؟
قلت : أنت ملكت مني أكبر حيز في النفس والقلب ... أنت لي الذكريات ... أنت لي الطفولة الجميلة
القلب المحب ... فلو انتزع جزء منك كبير ...فهل مرور الزمن ينسيكي إياه ؟؟؟
أم أن حيزه كان مشغولا وحين أفقده لن يملئه غيرك ولا يحل محلك أحد
فلابد دوما أن أشعر بذلك الفراغ الذي كان مأهولا بك .... وسيصبح مأهولا بذكراكي !!!
فقالت لي : فمن تحبين أكثر ؟؟؟ أنا أم الله ؟؟؟
فأجبت مسرعة بل الله أكثر
فقالت : اذن ... فهذه وصيتي إليكي ....
لك عندي رسالة كتبتها لاتقرئيها إلابعد وفاتي .... أوصيكي وأنا مودعة ماأوصيتني به وأنا على قيد الحياة
أوصيك بتقوى الله ... وإياكي أن تنسي القرآن فهو نورك في دنياك وأخراك
أختي ... ماكان في دنياي من أحد لمست منه الحنان كما لمسته منك
كنت أقرأ ك لأنك كنت شفافة بالنسبة لي ... كنت السعادة حين أتألم ... والصبر حين أحزن ....
والبسمة حين أبكي .... وكل الناس حين اكون وحيده
تسببت في خيري وماكنت أحب أن أكون يوما من تؤلمك
فأمرتها بالتوقف عن الحديث ... لأكمل لها القراءة علها تخفف عنها سكرات أشعر بها
فقالت : دعيني أنهي حديثي
حبيبتي... ان كنت يوما غالية عندك فلاتبكي حين الفراق وتجلدي كما أعلم عنك
حبيبتي... تذكريني بصالح الدعاء واطلبي لي الرحمة حتى ألقاك في مستقر الرحمة الكبرى
حبيبتي ... لاتجزعي فكلنا يحب ولكن لابد من نهاية وفراق ...أعلم انه مؤلم ولكنك أكبر من الألم
كوني كذلك لأجلي ...
لاترتدي السواد ... ولاتزوري قبري .... فكلاهما لايجوز مهما كنت غالية ..حين تذكريني التمسي
لي الصفح من الرحمن واعلمي انه مخفف عني ولن يؤلم روحي سوى بكاءك
فضممتها الى بشدة ...وقلت لو أن العمر يقتسم ؟؟؟ لو انه يهدى ؟؟؟
وتوهمت للحظات ان تشبثي بها سيبقيها عندي وأحاول أن اتمالك نفسي ولاأستطيع
وفجأة ساد الصمت لكلينا وللحظة شعرت وكاني فقدت الوعي
وإذا بأمي تطرق الباب فتيقظت ونظرت مسرعة الى تلك التي بين ذراعي
فوجدت عيناها صافيتين كما لم أر من قبل
ووجدت ثغرها باسما وجسدها بارد
أدركت أن الروح قد نزعت ....ولكنها لازالت بين يدي
حاولت ايقاظها لعلها نائمة .... ولكن رغم أنها كانت في حوزتي وحماية قلبي الذي احتضن اخر ايامها .... لم تكن
بمعزل ان تقبض منها الروح
وأحبت أن يكون ذلك بيننا ...
لم أسمع سوى عبارات من المحيطين وهواتف تدق ... وانا في عالم اخر حيث هي
وكاني مغيبة عن الوعي احتضنها بشدة ولازلت لاأصدق انها نهاية أجمل قصة في حياتي
لاأريد التصديق أنه الوداع .... لاأريد التصديق أن الروح قد نزعت ومابين يدي جسد هامد
حتى جاء الأهل ...وساد البكاء
توجهت الى مكان بعيد عنهم لأقرأ رسالة تركتها لي
وحين فتحتها وجدت بها ورقتان وورده جافه
ورقة كانت أول رسالة كتبتها لها ونحن صغار أطلب منها ان نكون صديقتين
وتلك الوردة التي أهديتها مع خطابي لها .... تعجبت كيف احتفظت بها تلك السنين
وورقة حديثة هي أخر ماكتبت في حياتها
فمازادت فيها عن ماأوصتني به الا أن اكون في غسلها شاهده
ومااستطاعت نفسي ان تقوم بذلك ... وإذا بعشر نسوة يتفاوضون
فقلت لهم هل انتهيتم ؟؟؟
قالوا : لانملك لها حراكا ... ثقيلة جدا ... ولانستطيع تحريكها
فكوني معنا فانت قوية البنية ... قلت : فلترحموني أن اقف ذلك الموقف
ولكن تذكرت وصيتها وقلت في نفسي افلا ألبي لها اخر رغبة !!!
فدخلت الغرفة .... وحين اقتربت منها وكانها ابتسمت وكأنها شعرت بوجودي
فحاولت تحريكها فإذا هي اخف من الريشة فقلت لهم ... ماهذا
قالوا والله مااستطعنا تحريكها
فلازلت معهم حتى أهيل التراب عليها
وحينها فقط أصابني الانهيار ومنعوني عنها بالقوة فلم أكن أريد ان تدفن تحت التراب
واخذت أبكي حتى فقدت الوعي
وراودني طيفها وكأنها تقول : أتلك وصيتي يامن أحببتها
أو هكذا يكون الوفاء ياغالية
فقلت اعذريني
فقد غاب من فصول السنة عندي... الربيع الذي كان ي***و أشجار حبي ورودا
فما أشد تشابه الايام بعدك
غاب عني قلب طاهر أحبني بدأ معي وقرر أن تكون النهاية معي
فأين لي بمثلك ؟؟ وهل في العمر بقية لأعوضك ؟؟
غابت عني البسمة التي كانت وقودا يحركني حين يغلبني الحزن
فماعاد حولي إلامن أشك في ولاءهم
مرت أيام ولازلت أشعر بحرارتك على صدري
وكأنك لازالت هنا ...لاتزال كلماتك عالقة في ذهني تتردد على مسامعي
كنا بعيدتين .... ولكن ادراكي لدخول الهواء الى صدرك كان يمنحني الشعور بانك معي
والان نحن بعيدتين .... ولكنها مسافة لااعلمها ووجود لاأستطيع ادراكه سوى في قلبي
حبيبتي
زفرات تخرج من ذاك القلب الملتاع والذي اكتوى بألم فراقك
لتحلق صوبك ...هاربة من حياة ضاع بريقها وجمالها برحيلك
ألم ودموع .. وصمت
.. وقلب وددت لو اقتلع من جذروه ليلقى بعيدا
.. او ليدفن في أعماق ذاك التراب حيث انت
.. عله يخفف تلك النار المتأججة بداخله
وذكريات تطوف في الذهن تكاد تسمع أصدائها في جنبات العقل
لتبعث بسمة مرة لها طعم الدمع
وروح تمزقت اجزائها تتطاير في كل مكان باحثة عن ملاذ
ياطيفها القادم من تحت الثرى تمهل .. لا ترحل
.. فذكراك مازالت هنا يحملها ذلك القلب الذي يناجيك بدمع العين
ويدعو لك حينا بالرحمة والمغفرة .. ويدعون له حينا بالصبر
والسلوان | |
|
✿ رۉنق✿ ادارة
عدد المساهمات : 822 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 31/12/2009 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: وسقطت اخر اوراقنا الإثنين أبريل 05, 2010 2:30 pm | |
| | |
|
مجنون بس حنون عضو ملكي
عدد المساهمات : 969 السٌّمعَة : 3 تاريخ التسجيل : 03/04/2010 العمر : 37
| موضوع: رد: وسقطت اخر اوراقنا الإثنين أبريل 12, 2010 1:22 am | |
| تولاي مشكوره للمرور دمتي مميزه | |
|